القلوب وأنت إمام الجسوم » (١).
ونحن مع إمامنا الحادي عشر عليهالسلام نستشعر تمسك الأمة بالإمام وعظم محبته في قلوبهم وهيبته في نفوسهم في عدة مواقف لعلّ أبرزها حينما اُشخص العسكري مع أبيه عليهماالسلام من مدينة صلىاللهعليهوآله جدهم إلى عاصمة الملك سامراء بأمر المتوكل ، فقد روى المؤرخون والمحدثون عن يحيى بن هرثمة وهو المكلف بإشخاص الإمام عليهالسلام أنه قال : « فذهبت إلى المدينة ، فلما دخلتها ضجّ أهلها ضجيجاً عظيماً ما سمع الناس بمثله ... وقامت الدنيا على ساق ... » (٢) وحينما نعاه الناعي إبّان شهادته « صارت سامراء ضجّة واحدة : مات ابن الرضا ... وعطّلت الأسواق ، وركب سائر الناس إلى جنازته ، فكانت سامراء يومئذٍ شبيها بالقيامة » (٣) ولم يكن ذلك إلا لشعور الأمة بعطاء الإمام عليهالسلام ودوره الفعال في حماية الرسالة ، الأمر الذي جعل حتى أعداءَه من رجال البلاط يذعنون بفضله وهديه ، ومنهم وزير المعتمد عبيد الله بن خاقان الذي قال لابنه أحمد عامل الخراج والضياع في قم في إشارة إلى الإمام العسكري عليهالسلام : « يا بني لو زالت الإمامة عن خلفائنا بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه » (٤).
ولا ريب أن عطاءات الإمام العسكري عليهالسلام والأدوار التي قام بها على
__________________
(١) ينابيع المودة / القندوزي ٣ : ١٢٠.
(٢) تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : ٣٢٢ ـ مؤسسة أهل البيت عليهمالسلام ـ بيروت.
(٣) إكمال الدين / الشيخ الصدوق : ٤٣ ـ المقدمه ـ جماعة المدرسين ـ قم.
(٤) إكمال الدين : ٤١ ـ المقدمه.