فداك ، بلغنا خبر أقلقنا وبلغ منا كلّ مبلغ ؟ فكتب عليهالسلام : بعد ثلاث يأتيكم الفرج. فقتل الزبير ـ أي المعتز ـ يوم الثالث » (١).
وكان الإمام عليهالسلام قد توجه إلى الله تعالى بالدعاء عليه ، فقد روي عن محمد ابن علي الصيمري أنه قال : « دخلت على أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله وبين يديه رقعة أبي محمد عليهالسلام فيها : إنّي نازلت الله في هذا الطاغي ـ يعني الزبير ـ وهو آخذه بعد ثلاث. فلما كان في اليوم الثالث فعل به ما فعل » (٢).
كان خلع المعتز في رجب سنة ٢٥٥ ه ، وكان سبب خلعه أن الجند وعلى رأسهم القادة الترك اجتمعوا فطلبوا منه أرزاقهم ، فلم يكن عنده ما يعطيهم ، فسأل من اُمه أن تقرضه مالاً يدفعهم عنه به ، فلم تعطه واظهرت أنه لا شيء عندها ، فاجتمع الأتراك على خلعه وقتله ، فدخل إليه بعض الأمراء فتناولوه بالدبابيس يضربونه ، وجرّوا برجله وأخرجوه وعليه قميص مخرّق ملطخ بالدم ، فأوقفوه في وسط دار الخلافة في حرّ شديد حتى جعل يراوح بين رجليه من شدّة الحرّ ، وجعل بعضهم يلطمه وهو يبكي ويقول له الضارب : اخلعها والناس مجتمعون. ثمّ ادخلوه حجرة مضيقاً عليه فيها ، وما زالوا عليه بأنواع العذاب حتى خلع نفسه من الخلافة وولي بعده المهتدي بالله ، ثمّ سلموه إلى من يسومه سوء العذاب بأنواع المثلات ، ومنع من الطعام والشراب ثلاثة أيام حتى
__________________
(١) الغيبة للطوسي : ٢٠٨ / ١٧٧ ، الخرائح والجرائح ١ : ٤٥١ / ٣٦ ، مهج الدعوات : ٢٧٤ ، دلائل الإمامة : ٤٢٧ / ٣٩١ ، الثاقب في المناقب : ٥٧٦ / ٥٢٣.
(٢) كشف الغمة ٣ : ٢٩٥ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٩٧ / ٧٢.