عن أبي هاشم الجعفري ، قال : « كنت محبوساً مع أبي محمد عليهالسلام في حبس المهتدي ، فقال لي : يا أبا هاشم ، إن هذا الطاغية أراد أن يعبث بأمر الله في هذه الليلة ، وقد بتر الله عمره وجعله للمتولي بعده وليس لي ولد ، وسيرزقني الله ولداً بكرمه ولطفه ، فلما أصبحنا شغبت الأتراك على المهتدي وأعانهم العامة لما عرفوا من قوله بالاعتزال والقدر ، فقتلوه ونصبوا مكانه المعتمد وبايعوا له ، وكان المهتدي قد صحّح العزم على قتل أبي محمد عليهالسلام ، فشغله الله بنفسه حتى قُتل ومضى إلى أليم العذاب » (١).
ويبدو أن تاريخ اعتقال الإمام عليهالسلام في أول حكم المهتدي ، لأنّه عليهالسلام ذكر في هذا الحديث أنه ليس له ولد وسيرزقه الله ولداً بكرمه ولطفه ، وقد ولد الحجة عليهالسلام في النصف من شعبان سنة ٢٥٥ ه ، وتولّى المهتدي في أول رجب سنة ٢٥٥ ه.
وتتشابه أجواء هذا الحديث وتاريخه مع حديث عيسىٰ بن صبيح (٢) الذي اعتقل مع الإمام عليهالسلام قال : « دخل الحسن العسكري عليهالسلام علينا الحبس ، وكنت به عارفاً ... إلى أن قال : قلت : ألك ولد ؟ قال : إي والله ، سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، فاما الآن فلا » (٣). فلعلّ الجملة المعترضة في حديث أبي هاشم الجعفري المتقدّم « وليس لي ولد ... » هي جواب للإمام عليهالسلام عن سؤال
__________________
(١) إثبات الوصية : ٢٥٢ ، مهج الدعوات : ٣٤٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٣١٣ ، ونحوه في المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٤٦٣ ، الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٠٥ / ١٧٣ و ٢٢٣ / ١٨٧ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٣٠٣ / ٧٩.
(٢) في الفصول المهمة : عيسىٰ بن الفتح.
(٣) الفصول المهمة ٢ : ١٠٨٧ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٧٥ / ٤٨ عن الخرائج والجرائح.