السادسة : قال جمع : وهي أوّل من غطّي نعشها (١) في الإسلام
روى ابن سعد عن أم جعفر :
أنّ فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : إنّي استقبح ما يصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت أسماء : يا ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنّتها ، ثمّ طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا! إذا أنا متّ فغسّليني أنت وعلي ، ولا يدخلنّ عليّ أحد ، ثمّ اصنعي بي هكذا.
فلمّا توفّيت صنع بها ما أمرت به أن تغسّلها أسماء وعلي (٢).
السابعة : انقراض نسب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّا من فاطمة
لأنّ أمامة بنت بنته زينب تزوّجت بعلي بوصيّة من فاطمة (٣) ، ثمّ بعده بالمغيرة ابن نوفل ، وأتت منهما بأولاد.
__________________
(١) النعش : القبّة ، ويسمّى سرير الميّت نعشا لارتفاعه ، وهو شبه المحفّة ومركب النساء كالهودج ، فالنعش سرير عليه قبّة أو خيمة أو شيء عال يستره. راجع عون المعبود ٨ : ٣٣٨ و ٣٣٩ كتاب الجنائز ، وقال : «وأوّل من جعل لها النعش فاطمة الزهراء لمّا توفّيت ، عملت أسماء بنت عميس ما كانت قد رأته بالحبشة ، قاله السيوطي».
(٢) عون المعبود ٨ : ٣٣٧ باب : أين يقوم الإمام من الميّت إذا صلّى ، السنن الكبرى للبيهقي ٤ : ٣٤ ، كنز العمّال ١٣ :
٦٨٦ ، نصب الراية ٢ : ٢٥٨ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ١٢٨ ، أسد الغابة ٧ : ٢٢١ ، الاستيعاب ٤ : ٤٧. وأكثرهم زاد في آخره : «فجاء أبو بكر فوقف على الباب ، وقال : يا أسماء ما حملك أن منعت أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآله يدخلن على ابنة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت : أمرتني أن لا يدخل عليها أحد ، وأمرتني أن أصنع لها ذلك.
وغسّلها علي وأسماء ، وهي أوّل من غطّي نعشها في الإسلام ، ثمّ زينب بنت جحش».
(٣) فتح الباري ٢ : ١٧٦ باب ١٠٦ وقال : «وأمامة تزوّجها علي بعد وفاة فاطمة بوصيّة منها ، ولم تعقّب» ، عون المعبود ٣ : ١٣١ باب ١٦٧ العمل في الصلاة ، وقال : «تزوّجها بعد وفاة فاطمة ولم تعقّب» ، السيّدة الزهراء : ١٠١ و ١٦٥ وقال : «أمامة تزوّجها علي بعد الزهراء بوصيّة منها ، لكنّها لم تنجب أولادا ، فلم يكن لسيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله عقب إلّا من الزهراء ، وأعظم بها من مفخرة».