وبنى بها بعد العقد بنحو أربعة أشهر ، وقيل : ستة أشهر ، ولم يتزوّج قبلها ولا عليها.
قال الليث : فولدت له حسنا وحسينا ، ومحسنا ومات صغيرا ، وأم كلثوم الكبرى الّتي تزوّجها عمر ، فولدت له زيدا ورقية ، ولم يعقّبا ، وتزوّجت بعد عمر عوف بن جعفر ، ثمّ بأخيه محمّد ، ثمّ بأخيهما عبد الله ، ولم تلد إلّا للثاني ، فولدت له ابنة صغيرة.
وولدت فاطمة الزهراء أيضا زينب الكبرى ، تزوّجها عبد الله بن جعفر ، فولدت له عدّة أولاد : فاطمة ولها العقب ، فعقب ابن جعفر انتشر من فاطمة وأم كلثوم ، ابنتي زينب ابنة فاطمة.
ويقال : لكلّ من ينسب إلى هؤلاء جعفري ، ولا ريب أنّ لهم شرفا ، لكنّهم لا يوازون (١) شرف المنسوبين للحسنين ، ولهذا يوصف (٢) العباسيون بالشرف ، مع أنّ الأشرفية المطلقة لعقب الحسنين فقط ؛ لاختصاص ذريّتهما بشرف النسبة. وعرف مصر أنّ الأشراف لقب لكلّ حسني خاصّة.
تزويجها بأمر الله تعالى
وكان تزويج المصطفى صلىاللهعليهوآله فاطمة لعلي عليهالسلام بأمر الله تعالى (٣).
__________________
(١) في نسخة (ز) : لا يحاذون.
(٢) في نسخة (ز) : ترضّى.
(٣) عن أنس قال : «كنت قاعدا عند النبيّ صلىاللهعليهوآله فغشيه الوحي ، فلمّا سري عنه قال : أتدري يا أنس ما جاء به جبريل من عند صاحب العرش؟ قلت : بأبي وأمي ، وما جاء به جبريل من عند صاحب العرش؟ قال : إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي» رواه في كنز العمّال ١٣ : ٦٨٣ برقم ٣٧٧٥٣ و ١١ : ٦٠٦ برقم ٣٢٩٢٩ وقال : «رواه الخطيب وابن عساكر عن أنس» ، نور الأبصار : ٥٢ ، كفاية الطالب : ٢٩٧ في الباب ٧٨ وقال : هذا حديث حسن عال ، رواه ابن سويدة».