وكمثال على ذلك : نشير الى تعاليم الاسلام المتعلقة بتقليم اظفاره ، وترجيل شعره ، واوامره له بالتنظيف والتطهر ، حتى لقد ورد : ان الله يبغض الرجل القاذورة (١) ، وورد : ان النظافة من الايمان (٢) ، وعنه (ص) : بئس العبد القاذورة (٣) ... بل لقد حرم عليه بعض الالبسة التي تضر بمكانته الاجتماعية وتوجب استهانة الناس به.
الى غير ذلك من الشؤون والاحوال التي يمر بها الانسان او تمر به ، والتي غفل عنها اي تشريع آخر سوى التشريع الالهي الحق ، لانه صادر عن ساحة الحق سبحانه وتعالى ... حتى ليقول الامام الصادق عليهالسلام : « ان عندنا الجامعة ، قلت : ( اي الراوي ) وما الجامعة؟ قال : صحيفة فيها كل حلال وحرام ، وكل شيء يحتاج اليه الناس حتى الارش في الخدش ، وضرب بيده الي فقال : اتأذن يا ابا محمد؟ قلت : جعلت فداك ، انما انا لك ، فاصنع ما شئت ، فغمزني بيده ، وقال : حتى ارش هذا (٤). »
ونحن لا نريد ان ندعي هنا : ان شمولية الاسلام هذه قائمة على اساس النص الصريح على كل كلية وجزئية ، فان ذلك امر متعسر بل متعذر ... وانما تكمن شموليته في كونه قد نظر الى الانسان ، واحواله ، واوضاعه نظرة واعية تتسم بالشمول والدقة ، فقد لاحظ :
__________________
(١) البحار ج ٧٦ ص ٨٤ وج ٨٠ ص ١٠٦ عن كنز الفوائد للكراجكي وج ٩٩ ص ٣٠٣ فقه الرضا ٤٨ وج ٩٩ ص ٨٤ ، والخصال ج ٢ ص ٦٢٠ ، وتحف العقول حديث الاربعمائة ص ٧٣.
(٢) البحار ج ٦٢ ص ٢٩١ عن طب النبي للمستغفري.
(٣) الفصول المهمة ص ٤٤١ ، وطب الصادق ص ١٥ عن الدعائم.
(٤) الوسائل ج ١٩ ص ٢٧٢ حديث ١.