والبخلاء أنهم أسخياء.
تأجيل هدم الطاغية :
ومن السخف الظاهر ، والتفاهة الفاضحة أن يطلب وفد ثقيف من رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن يدع لهم «اللات» ولا يهدمها ثلاث سنين ، فلم يقبل منهم ، حتى طلبوا منه شهرا ، فأبى عليهم أن يدعها لهم شيئا مسمى ..
فإنه إذا كان لابد من هدمها ، بعد ثلاث سنوات ، أو أقل أو أكثر ، فذلك يعني أنها لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ، فضلا عن أن يكون لها أي تأثير بالنسبة لغيرها ، فهي إذن فاقدة لما تستحق به العبادة ولو لحظة واحدة. فما معنى أن يتعلقوا بها إلى هذا الحد .. وما الفرق بين اللحظة وبين الألف عام؟!
ومن جهة أخرى : فإنه «صلىاللهعليهوآله» لا يمكن أن يرضى بإبقائها إلا إذا رضي بأن تعبد ولو لحظة واحدة ، فإذا كانت أهلا للعبادة في تلك المدة أو اللحظة ، فلا يصح هدمها بعد ذلك أيضا ، لأن حالها لم تختلف ، وأهليتها لا تزال محفوظة ، فإن منعت من هدمها وجوزت عبادتها لحظة ، فهي تمنع من ذلك ، وتجوز عبادتها في اللحظة التي بعدها وهكذا إلى ما لا نهاية.
وقد زعموا : أن هدفهم من تأخير هدم اللات هو : أن لا يستثار سفهاؤهم ، ونساؤهم وذرياتهم ، ولا يروعوا قومهم بهدمها ، حتى يدخلوا الإسلام.
غير أن من البديهي : أن إبقاء رمز الكفر من شأنه أن يبقي الإرتباط القلبي قائما بين أولئك الضعفاء والسفهاء ، ويبين ذلك الرمز .. ويتبلور نتيجة لذلك شعور بإمكان التعايش والإنسجام والمصالحة بين حالتي