بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) (١). والمقصود : أنهم جميعا كانوا كذلك.
ومثله قوله تعالى : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) (٢).
وقوله تعالى : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) (٣).
فإن المقصود بهذه التعابير هو : الجماعة كلها ، فردا فردا ..
ثانيا : إن حرمة المؤمن عظيمة عند الله ، ولا يمكن التفريط فيها خصوصا من قبل نبي الله «صلىاللهعليهوآله» فلو كان مقصوده «صلىاللهعليهوآله» واحدا من الثلاثة ، وهو الرحال ، فلا يصح ولا يجوز أن يتكلم بكلام يلقي فيه الشبهة على غيره من الأبرياء ، ويضعهم في قفص الإتهام مع علمه ببرائتهم .. لأن إلقاء الكلام بهذا النحو يسقط الثلاثة عن درجة الإعتبار ، ويدفع الناس إلى الحذر منهم وإلى إقصائهم عن أي شأن من الشؤون ، فلا يصلي أحد خلفهم جماعة ، ولا يقبل أحد شهادتهم و.. و.. الخ .. فلما ذا لا يحدد النبي «صلىاللهعليهوآله» ذلك الرجل المقصود بصورة مباشرة ، إن كان هناك ضرورة لتحديده؟!
إلا أن يفترض : أن الله تعالى قد أمره بأن يثير الشبهات ، ويسقط محل هؤلاء الثلاثة جميعهم ، فلا بد أن يكونوا قد فعلوا ما يستحقون به ذلك.
__________________
(١) الآية ٥٨ من سورة النحل.
(٢) الآية ٩٦ من سورة البقرة.
(٣) الآية ١٧ من سورة الزخرف.