فسكت رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
قال كعب بن مالك : فلما بلغني أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» توجه قافلا حضرني همي ، وطفقت أعد عذرا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» وأهيء الكلام ، وأقول : بما ذا أخرج من سخطه «صلىاللهعليهوآله» غدا ، واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي.
فلما قيل إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد أطل قادما زاح عني الباطل ، وعرفت أني لم أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب ، فأجمعت صدقه ، وعرفت أنه لا ينجيني منه إلا الصدق.
وأصبح رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قادما ، قال ابن سعد : في رمضان ، قال كعب : وكان إذا قدم من سفر لا يقدم إلا في الضحى ، فيبدأ بالمسجد ، فيركع فيه ركعتين ، ثم يدخل على فاطمة ، ثم على أزواجه ، فبدأ بالمسجد فركعهما ، ثم جلس للناس.
فلما فعل ذلك جاءه المخلفون ، فطفقوا يعتذرون إليه ، ويحلفون له ، وكانوا بضعة وثمانين رجلا ، فقبل منهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» علانيتهم ، وبايعهم ، واستغفر لهم ، ووكل سرائرهم إلى الله تعالى. فجئته ، فلما سلمت عليه ، تبسم تبسم المغضب ، فقال : «تعال». فجئت أمشي حتى جلست بين يديه.
وعند ابن عائذ : فاعرض عنه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فقال : يا نبي الله ، لم تعرض عني؟ فو الله ما نافقت ، ولا ارتبت ، ولا بدلت.
قال كعب : فقال لي : «ما خلّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك»؟
فقلت : بلى إني والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا