قريش وخلافة بني هاشم :
قد عرفنا في الفصل السابق : أن قريشا ، ومن هم على رأيها هم الذين كانوا يخططون لصرف الأمر عن بني هاشم ، وبالذات عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه الصلاة والسلام» ، وكانوا يتصدون لملاحقة هذا الأمر ومتابعته في جميع تفاصيله وجزئياته ، دون كلل أو ملل ، ولو عن طريق إثارة الشكوك والشبهات ، واختلاق الشائعات ، وحياكة المؤامرات ، وتوجيه الإتهامات إلى حد اتهام النبي «صلىاللهعليهوآله» بنزاهته ، وفي عدله ، وحتى في عقله. حتى قالوا عنه : إنه يهجر .. وكانت قريش تتحدى ، وتمانع بالقول ، وبالفعل ، حتى منعت النبي «صلىاللهعليهوآله» من إعلان هذا الأمر في عرفات ، ثم في منى. فراجع.
وقد رأوا : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كان في مختلف المواقع والمواضع لا يزال يهتف باسمه ، ويؤكد على إمامته ، لكن الأصعب والأمر عليهم أن يعلن إمامته «عليهالسلام» أمام تلك الجموع الغفيرة ، التي جاءت للحج من جميع الأقطار والأمصار ، ولأجل ذلك بادروا إلى التشويش والإخلال بالنظام. وحين غلبوا على أمرهم ، وأعلن «صلىاللهعليهوآله» أن الأئمة اثنا عشر كانت قريش بالذات هي التي قصدت النبي