بادئ الأمر بتمامها ، فيقرؤها النبي «صلىاللهعليهوآله» على الناس ، ثم تبدأ الأحداث بالتحقق في متن الواقع ، فكلما حدث أمر ، ينزل جبرئيل «عليهالسلام» ، بالآيات التي ترتبط بذلك الحدث ، فيرى الناس : أن هذه الآيات هي نفسها التي كانت قد نزلت في ضمن تلك السورة قبل ساعة ، أو يوم ، أو شهر مثلا .. فيدرك الذكي والغبي ، وكل من يملك أدنى مستوى من العقل ، بأن هذا القرآن لا بد أن يكون من عند الله ، لأن الله وحده هو الذي يعلم بما يكون في المستقبل. وها هو قد أنزل الآيات المرتبطة بأحداث بعينها قبل أن تحدث ..
وهم يعرفون النبي «صلىاللهعليهوآله» عن قرب ، ويعيشون معه ، ويرون أنه مثلهم ، ويملك الوسائل التي يملكونها ، ويعيش نفس الحياة التي يعيشونها.
وبعد ما تقدم نقول :
إننا من أجل توضيح هذه الإجابة ، نشير إلى العديد من القضايا ضمن الفقرات التالية :
سورة المائدة نزلت دفعة واحدة :
إن سورة المائدة قد نزلت دفعة واحدة ، كما يظهر مما رواه :
١ ـ عبد الله بن عمرو ، قال : أنزلت على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سورة المائدة ، وهو راكب على راحلته ، فلم تستطع أن تحمله ، فنزل عنها (١) ..
__________________
(١) الدر المنثور ج ٢ ص ٢٥٢ عن أحمد ، ومجمع الزوائد ج ٧ ص ١٣ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣ وفتح القدير ج ٢ ص ٣ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٣١ والسيرة