الإحتمال بالكلية ..
فتبارك الله أحسن الخالقين ..
٣ ـ أما ما رواه أبو طاهر فنلاحظ عليه : أنه لم يذكر لنا عن هؤلاء الأربعين الذين أعتقهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في مرض موته شيئا يعرفنا بهم ، أو بأسمائهم ، وانتماءاتهم ، وخصوصياتهم. كما أننا لم نجد أحدا ممن تقدم على أبي طاهر قد روى شيئا من ذلك ، وإن كنا لا نمنع من وقوعه ..
فاطمة عليهاالسلام أول أهل بيته لحوقا به :
عن عائشة قالت : اجتمع نساء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لم يغادر منهم امرأة في وجعه الذي مات فيه ، وما رأيت أحدا أشبه سمتا وهديا ودلّا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، في قيامها وقعودها من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها ، وقبلها ، وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها فعلت ذلك.
فلما مرض جاءت تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : مرحبا يا بنتي. فأجلسها عن يمينه ، أو عن شماله ، فأكبت عليه تقبله ، فسارها بشيء ، فبكت ، ثم سارها فضحكت.
فقلت : ما رأيت اليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عن ذلك ، قلت لها : ما خصك رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالسرار وتبكين.
فلما أن قامت قلت لها : أخبريني بما سارك؟
قالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
فلما أن توفي قلت لها : أسألك بما لي عليك من الحق لما أخبرتيني.