حديث سرية أسامة :
قال الصالحي الشامي :
إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أقام بعد حجته بالمدينة بقية ذي الحجة ، والمحرم ، وما زال يذكر مقتل زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب وأصحابه ، ووجد عليهم وجدا شديدا.
فلما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر. سنة إحدى عشرة أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالتهيؤ لغزو الروم ، وأمرهم بالجد ، ثم دعا من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر أسامة بن زيد فقال : «يا أسامة ، سر على اسم الله وبركته ، حتى تنتهي إلى (موضع) مقتل أبيك ، فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، فأغر صباحا على أهل أبنى (١) وحرّق عليهم. وأسرع السير تسبق الأخبار ، فإن أظفرك الله ، فأقلل اللبث فيهم ، وخذ معك الأدلاء ، وقدم العيون والطلائع أمامك» (٢).
__________________
(١) أبنى : ناحية بالبلقاء بين عسقلان والرملة ، وهي قرب مؤتة.
(٢) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٤٨ وراجع : المغازي للواقدي ج ٣ ص ١١١٧ والسيرة الحلبية (ط مصطفى محمد) ج ٣ ص ٢٣٤ والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج ٢ ص ٣٣٩ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢