وآله» فعل ذلك في آيات بعينها (١) ..
الدوافع والأهداف :
وهذا معناه : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» ، الذي لا ينطق عن الهوى ، ولا يفعل شيئا من تلقاء نفسه قد قدم آية الإكمال على آية التبليغ بأمر من الله تبارك وتعالى ، أو أن جبرئيل «عليهالسلام» قد كان يأمر بذلك تنفيذا لأمر الله تعالى ، انطلاقا من مصلحة اقتضت وضع الآية في خصوص ذلك الموضع ، وتكون النتيجة هي أن وضع آية الإكمال قبل آية الأمر بالتبليغ قد روعيت فيه المصلحة أيضا ..
لماذا قدم آية الإكمال :
وإذ قد عرفنا : أن هذا التفريق بين آية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) .. وآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) .. قد جاء وفق سياسة إلهية ، ورعاية لمصالح بعينها.
فهل يمكن معرفة شيء عن هذه المصلحة التي اقتضت تقديم إحدى الآيتين في الذكر على الأخرى على عكس ما جرى عليه الحال في الواقع العملي؟!
فقد يقال : لعل المصلحة في هذا التقديم هي حفظ الإمامة ، وحفظ إيمان الناس .. وتيسير سبل الهداية لهم ..
يضاف إلى ذلك : إرادة حفظ القرآن عن امتداد يد التحريف إليه ، فإن
__________________
(١) راجع : حقائق هامة حول القرآن الكريم ص ٧٨.