غلبه الوجع ، أم هجر؟! :
وقد وردت كلمة غلبه الوجع ، أو نحوها في العديد من النصوص ، وورد أنه قال : «إن النبي يهجر» ، أو نحوها ، كما في نصوص أخرى.
وقد فسروا كلمة : أهجر؟!
فقالوا : قولهم : «أهجر»؟ بإثبات همز الإستفهام وفتح الهاء والجيم ، قالوا : ولبعضهم هجرا بضم الهاء وسكون الجيم والتنوين. أي قال هجرا ، والهجر بضم الهاء وسكون الجيم ، وهو الهذيان الذي يقع من كلام المريض ، الذي لا ينتظم ولا يعتد به لعدم فائدته ، ووقوع ذلك من النبي «صلىاللهعليهوآله» في حقه مستحيل.
وإنما هذا على طريق الإستفهام ، الذي معناه : الإنكار والإبطال ، أي أنه «صلىاللهعليهوآله» لا يهجر. أي : لم يختلفوا في الأخذ عنه ، ولم ينكروا عليه الكتاب ، وهو لا يهجر أصلا (١).
ولكن في نص آخر يحاول أيضا التخفيف من وقع الكلمة فيقول : «فقال عمر كلمة معناها : أن الوجع قد غلب على رسول الله ..».
وثمة نص ثالث حاول التنصل من هذا الموضوع من أصله ، فكانت
__________________
عن عبيد الله وص ٣٦٨ عن كتاب الإعتصام ، وعن مسلم بطرق كثيرة عن سعيد وص ٣٦٩ عن سعيد أيضا ، وعن المشكاة عن عبيد الله عن ابن عباس وص ٣٨٠ عن الملل والنحل ، والبحار ج ٣٠ ص ٥٣٢ بالإضافة إلى نصوص أخرى تقدمت.
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٤٩.