ذلك الكتاب ، سواء عليهم أكتب أم لم يكتب ، وغيرهم لا يعمل به ولا يعتبره لو كتب.
فالحكمة ـ والحال هذه ـ توجب تركه ، إذ لا أثر له بعد تلك المعارضة سوى الفتنة كما لا يخفى» (١).
فائدة ما جرى :
وكان هذا الإجراء النبوي في غاية الدقة ، وكان جليل الأثر عظيم الفائدة في أكثر من اتجاه ، فهو قد فضح مرة أخرى أولئك الذين يتظاهرون بالخضوع والطاعة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وعرّف الناس أن باطنهم لا يلائم ظاهرهم ..
كما أنهم لم يعد بإمكانهم أن يدّعوا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد بدل رأيه ، أو أنه أسرّ لهم بشيء كتمه عن الناس ، يضاف إلى ذلك : أنه اضطرهم إلى الإعلان بأن في نيتهم تجاهل سنة النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وإبطالها ، وأفقدهم القدرة على ادّعاء أن هذا اجتهاد منهم يعذرون فيه .. فقد ظهر أنه اجتهاد جاء على خلاف النص الصريح ، وقد كان ثمنه إغضاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، والجرأة عليه ، وانتهاك حرمته ، والطعن في عصمته ، ومخالفة النصوص القرآنية الواضحة ، والصريحة ..
وأظهر أيضا : أنهم لا يصدقون رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فيما يخبرهم به من أن الكتاب الذي يريد أن يكتبه سوف يحصن الأمة من
__________________
(١) المراجعات ص ٢٨٤ و ٢٨٥ والنص والإجتهاد ص ١٧٠ و ١٧١ والفصول المهمة ص ٩١ فما بعدها.