إمامة علي «عليهالسلام» بلا معنى ، ولم يكن قول عمر : إن النبي ليهجر صحيحا ، ولا كان «صلىاللهعليهوآله» يهذي منذ بعثه الله رسولا ، ومن يوم إنذاره لعشيرته الأقربين ، حيث جعل عليا «عليهالسلام» أخاه ، ووصيه ، وخليفته من بعده منذئذ ..
كما أن الله سبحانه لم يكن قد غلبه الوجع حين أنزل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١).
ولا كان كذلك حين أنزل آية : (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٢). وآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (٣).
وأي نبي هذا الذي يتردد في أعماله؟! ويتراجع عن أقواله .. فيريد أن يكتب كتابا يوقع به التنازع بين أصحابه ، ثم يظهر له أن الأصوب هو أن يترك ذلك ، لأن الله والمؤمنين يأبون إلا أبا بكر؟! ألم يكن يعرف ذلك من أول الأمر؟!
إن نسبة ذلك إلى الله وإلى رسوله خروج عن الدين ، بلا ريب .. ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.
ه : لا سنة عند عمر :
وأما ما زعمه البيهقي : من أن الله تعالى قد أكمل دينه ، وأنه لا تحدث واقعة إلى يوم القيامة ، إلا وفي كتاب الله تعالى وسنة رسوله بيانها نصا أو
__________________
(١) الآية ٥٥ من سورة المائدة.
(٢) الآية ٦٧ سورة المائدة.
(٣) الآية ٣ من سورة المائدة.