ولربما يدّعى : أن ثمة شبهة تسوغ هذا التوثب ، وتمنع من الحكم بتعمد مخالفة أحكام الشريعة ، والعهدة في ذلك على من يدّعيه.
حادي عشر : حديث ابن سيرين ، وإبراهيم التيمي لا يصح ، إذ إن أبا بكر فقط هو الذي طرح اسم أبي عبيدة يوم السقيفة ، ولا يستطيع الحسن أو التيمي أن يذكرا لنا اسم أحد غيره فعل ذلك. وظواهر الأمور تشير إلى أنه قد طرح اسمه ليردها عليه أبو عبيدة ، الذي لم يكن أحد سوى أبي بكر وعمر يراه أهلا لهذا الأمر.
بل إن سعد بن عبادة ، ومن معه كانوا كلهم لا يرون أبا بكر أهلا لهذا الأمر ، فهل يرون أبا عبيدة حفار القبور أهلا له؟!
على أن حديث الحسن وإبراهيم ، لم ينقل لنا بسند متصل ..
يوم الوفاة هو يوم العزل :
قد دلت الروايات المتقدمة أيضا : على أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد مات في نفس اليوم الذي صلى فيه أبو بكر بالناس ، فقد روى ابن أبي مليكة قال :
«لما كان يوم الإثنين خرج رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عاصبا رأسه إلى الصبح ، وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما خرج رسول الله «صلىاللهعليهوآله» تفرج الناس ، فعرف أن الناس لم يفعلوا ذلك إلا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فنكص عن مصلاه ، فدفع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في ظهره الخ ..» (١).
__________________
(١) تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ١٩٦ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٤٤٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٦٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٦٧.