ذلك ، فإن على المجمعين أن يغيروا رأيهم تبعا لما ظهر.
وقد ظهر : أن ما صرحوا به في تحديد يوم الغدير بيوم الخميس يقتضي أن يكون يوم عرفة يوم الثلاثاء ..
وقد صرحت رواية رواها ابن جرير وغيره : بأن يوم عرفة الذي هو يوم نزول سورة المائدة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (١) هو يوم الإثنين (٢). ولعل الأمر اشتبه على الراوي بين الإثنين والثلاثاء.
وهذه الرواية وإن حكم عليها بعضهم بضعف السند. لكن ضعف السند لا يعني كذب المضمون. فإذا أيدت الشواهد أنه أقرب إلى الصحة ، أخذ به ، وأهمل ما عداه ، لقوة احتمال السهو أو الغلط ، أو تعمد الكذب فيه ، وذلك ظاهر لا يخفى.
لماذا لم يحتج علي والزهراء عليهماالسلام بالغدير؟! :
وقد يروق للبعض أن يسجل اعتراضا على قول الشيعة من دلالة
__________________
(١) الآية ٣ من سورة المائدة.
(٢) جامع البيان ج ٦ ص ٥٤ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٥٨ و ٢٥٩ عنه. وراجع : مجمع الزوائد ج ١ ص ١٩٦ والمعجم الكبير ج ١٢ ص ١٨٣ وكنز العمال ج ١٢ ص ٤٤٥ والتبيان للطوسي ج ٣ ص ٤٣٦ وجامع البيان ج ٦ ص ١١٢ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ١٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ٦٧ و ٦٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ١ ص ٢٦ والبداية والنهاية ج ٢ ص ٣١٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٤٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ١٩٨ وسبل الهدى والرشاد ج ١ ص ٣٣٣ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٢٨.