لماذا تأخرت آية البلاغ عن آية إكمال الدين؟!
إن ثمة سؤالا يفرض نفسه هنا مفاده : أن الروايات قد صرحت بأن قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (١) .. قد نزل بعد نصب النبي «صلىاللهعليهوآله» عليا «عليهالسلام» إماما فى يوم الغدير ..
وإن آية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (٢) .. قد نزلت قبل يوم الغدير ..
مع أن آية الإكمال قد وردت في أول سورة المائدة ، وآية الأمر بإبلاغ إمامة الإمام «عليهالسلام» قد جاءت في وسط السورة. والمفروض هو أن يكون العكس ، لا سيما وأن القرآن كان ينزل نجوما ، وبالتدريج .. فكيف تفسرون ذلك؟! ..
ونجيب عن ذلك بما يلي :
مرتكزات الإيمان :
إن الإيمان بنبوة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، يرتكز إلى أمرين :
__________________
(١) الآية ٣ من سورة المائدة.
(٢) الآية ٦٧ من سورة المائدة.