النبي يوسف «عليهالسلام» أيضا قد استخرجت في صندوق من مرمر ـ وذلك يشير إلى أن تلك الجثة لم تكن قد دفنت بعد ، وأنها كانت مودعة في ذلك الموضع .. ربما ليتولى دفنها نبي من أولي العزم ، تشريفا للنبي آدم ، وللنبي يوسف «عليهماالسلام» ، وتكريما لهما ..
خامسا : إن نقل الميت من مكان إلى مكان ، يحتاج إلى مبرر وسبب ، ولا نجد سببا معقولا يسمح بنبش قبر النبي يوسف «عليهالسلام» ، إلا إذا كان هو الآخر ، قد وضع على سبيل الإيداع ـ لا الدفن ـ إلى أن تحين الفرصة لنقله إلى المكان الذي أعده الله ، ورضيه له ، على يد نبي من أنبياء الله تعالى ..
بل لقد ذكر البحراني رحمهالله في الدرة النجفية : أن المستفاد من جملة الأخبار : أن دفن الميت إنما يقع في موضع تربته التي خلق منها .. وقد جاء في صحيحة محمد بن مسلم ، عن أحدهما «عليهماالسلام» : قال : من خلق من تربة دفن فيها ..
وعن الصادق «عليهالسلام» : إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله ملكا ، فأخذ من التربة التي يدفن فيها ، فماثها في النطفة. فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها ..
فلعل نقل عظام النبي آدم ويوسف ، قد جاء على هذا السبيل ، أي أنه قد أودع أولا في غير المكان المعد له .. ثم نقل ليدفن في تربته الحقيقية ..
تذكير :
قد يظن البعض : أن التعبير بكلمة عظام النبي آدم ، يشير إلى فناء جسم هذا النبي الكريم «عليهالسلام» ..