ونقول :
إنه بعد أن دلت الروايات على أن لحومهم محرمة على الأرض ، فإن ذلك يصلح قرينة على أنه «عليهالسلام» ، قد أراد بالعظام جثة النبي آدم «عليهالسلام» ..
لكنه عبر بهذه الكلمة ، لأنه بالعظام يكون قوام البدن ، فحملها ونقلها ، حمل ونقل للبدن كله ..
كما أن كون تلك العظام في التابوت المغمور بالمياه ، يشير إلى أن الأرض لم يكن لها مع بدنه «عليهالسلام» ، صلة أو رابطة ، ولا طريق لها إليه لتأكل منه أو تترك ..
وأما ما ورد في الزيارة ، فالظاهر هو : أن المراد تخصيص العظام للنبي آدم بالزيارة ، والبدن للنبي نوح ، والجسم للإمام علي صلوات الله وسلامه عليهم ، لحكمة يعلمها الله تعالى ..
وربما يكون على طريقة التنويع في التعبير ، لغرض لا نعلمه ..
ج : إبراهيم الديزج وقبر الإمام الحسين عليهالسلام :
أما فيما يرتبط بما يزعمونه من أن الديزج قد نبش قبر الإمام الحسين «عليهالسلام» ، بأمر المتوكل ، فلا يصح الاحتجاج به أيضا ، وذلك لما يلي :
أولا : إن ذلك إنما يستند إلى إخبار الديزج نفسه ، وليس الديزج بمأمون ، بعد أن كان هو المتولي لحرث قبر الإمام الحسين ، وإجراء الماء عليه.
وقد أقر بأنه حتى بعد أن زعم أنه رأى جسد الإمام «عليهالسلام» على بارية جديدة ، لم يرتدع عن إجراء الماء عليه ، وانتهاك حرمته بأمور أخرى.