لحال السائل ، الذي سوف يتفاجأ حتى لمجرد سماعه لخبر عدم فناء الجسد الطاهر ، فكيف لو أخبره بما هو أبعد من ذلك ، مثل رفعه إلى السماء مطلقا ، أو لفترة محدودة ..
ه : إن الأخبار قد دلت على أنه ليس للأرض في أبدانهم حقا ، وأن الله قد حرم لحومهم عليها .. ولكن الإمام «عليهالسلام» لم يرد أن يجيب ابن بكير حتى بذلك ، بل ترك الأمر بدون بيان .. ولعل هذا يؤيد أن لا تكون أجسادهم «عليهمالسلام» موجودة في قبورهم ..
النتيجة :
وبعد ما تقدم نقول :
قد ظهر أن أكثر الروايات المتقدمة لا يمكن الاستدلال بها على أن أجساد الأنبياء ترفع إلى السماء ، سوى رواية : أنا أكرم على الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث .. ورواية : أكثر من أربعين يوما ..
مع احتمال أن يكون المراد بكلمة «في» في قوله : «في الأرض» ، ليس هو الظرفية ، بل الكينونة عليها بعد الموت قبل الدفن ، على حد قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) (١) ..
كما أنه يمكن أن يستدل برواية رفع الروح ، واللحم ، والعظم ، إذا قبلنا بالتوجيه الذي يقول : إن الروح تبقى قريبة من الجسد إلى أن ترفع معه إلى السماء ..
__________________
(١) الآية ٨٤ من سورة الزخرف.