قريش والخلافة :
والحقيقة هي : أن قريشا كانت تفهم الخلافة بعد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على أنها مجرد حكم وسلطان ، يجلب لها المكاسب ، ويعزز نفوذها ، ويؤكد عظمتها وهيبتها ، ويعيد إليها احترامها في نفوس الناس ، ليصبح الخضوع والإنقياد لها على أساس من التدين ، لا لمجرد هيبة السلطان ، وأبهة الملك ..
أما النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وكذلك علي «عليهالسلام» ، فيرون أن المقام الذي أعطاه الله تعالى لعلي «عليهالسلام» هو مقام الإمامة بمفهومها الإيماني العميق والدقيق. وما الخلافة إلا شأن من شؤونها ، مع إدراك عميق لمدى تأثير مبادرة قريش إلى إغتصاب الخلافة في تضييع قدر كبير من جهد الإمامة في العديد من جهات إمامته «عليهالسلام» في الواقع العملي ..
أجواء دعت إلى السقيفة :
١ ـ لقد رأى الأنصار بأم أعينهم كيف تعامل المهاجرون مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فيما يرتبط بولاية علي «عليهالسلام» بعد وفاة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولا سيما محاولتهم قتله حين التنفير به في العقبة.
ثم ما جرى في حجة الوداع في عرفات ومنى.