عمر ينكر موت الرسول صلىاللهعليهوآله :
وفور انتقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلى الرفيق الأعلى ، بادر عمر بن الخطاب إلى إنكار موته «صلىاللهعليهوآله» وقال : ما مات رسول الله ، ولا يموت ، حتى يظهر دينه على الدين كله. وليرجعن وليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجف بموته. لا أسمع رجلا يقول : مات رسول الله إلا ضربته بسيفي.
واستمر على هذا الحال يحلف للناس على صحة ما يقول حتى ازبد شدقاه ، إلى أن جاء أبو بكر من السنح ، وهو موضع يبعد عن المسجد ميلا واحدا ، فكشف عن وجه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ثم خرج فقال لعمر الذي ما زال يحلف : أيها الحالف على رسلك .. وأمره ثلاث مرات بالجلوس ، فلم يفعل.
ثم قام خطيبا في ناحية أخرى ، فترك الناس عمر وتوجهوا إلى أبي بكر ، فقال : من كان يعبد محمدا ، فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ثم تلا قوله تعالى : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) (١).
وأظهر عمر أنه سلم وصدق ، قائلا : كأني لم أسمع هذه الآية (٢).
__________________
(١) الآية ١٤٤ من سورة آل عمران.
(٢) راجع : كنز العمال (ط الهند) ج ٣ ص ٣ و ١٢٩ وج ٤ ص ٥٣ و (ط مؤسسة الرسالة) ج ٧ ص ٢٤٤ وعن البخاري ج ٤ ص ١٥٢ وعن شرح المواهب للزرقاني ج ٨ ص ٢٨٠ وذكرى حافظ للدمياطي ص ٣٦ وتاريخ الأمم والملوك