منوطة بالكتاب ، ولا تحتاج إلى شيء آخر.
وهذا التقرير يستبطن القبول بأن الناس هم الذين سوف يتولون استفادة الهداية من كتاب الله ، وذلك لا يكون إلا إذا كان النبي «صلىاللهعليهوآله» قد ارتحل إلى الرفيق الأعلى.
وتكون النتيجة هي : أن عمر كان يعرف قبل ذلك بمدة أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يموت ، وأن الأمة سوف تهتدي بعده بكتاب الله ، فلا ذا أنكر موته هذه الساعة على النحو الذي ذكرناه؟!
ثلاثة احتمالات لا تفيد عمر :
وقد يقال : إن أمر عمر في هذه القضية يدور بين ثلاثة احتمالات :
الأول : أن يكون جاهلا حقا في أن النبي «صلىاللهعليهوآله» يموت.
ويقال في الجواب : إن من يجهل مثل هذا الأمر البديهي ، لا يصلح للإمامة والخلافة. ومن يكون جهله مركبا إلى حد أنه يواصل إصراره ، ويتبرع بالأيمان على صحة ما يقول .. لا يمكن أن تقنعه حجة أبي بكر ، لأنها لا تدل على موت النبي «صلىاللهعليهوآله» فعلا ، فلعله سيرجع كما يقول عمر!!
ولما ذا أقنعته الآية حين تلاها أبو بكر ، ولم تقتعه حين تلاها غيره؟!
وإذا كان قد تراجع اعتمادا على قول أبي بكر ، فلما ذا لم يتراجع عند قول غيره؟!
ولما ذا صار قول أبي بكر حجة دون سواه؟!
الثاني : أن يكون قد دهش لموت النبي «صلىاللهعليهوآله» إلى حد أنه فقد توازنه ، واختل تفكيره ..