على أبي بكر أنه لم يكن مهتما لاستشهاد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ويؤيد هذا : ما ورد من أن أبا بكر اعترض على علي «عليهالسلام» في ظهور حزنه على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : ما لي أراك متحازما؟!
فقال له علي «عليهالسلام» : إنه قد عناني ما لم يعنك.
فاضطر أبو بكر إلى إنكار ذلك ، والتظاهر بالإهتمام والحزن على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فراجع (١).
وقد يحاول البعض أن يؤيد صحة ذلك أيضا بإهمال أصحاب السقيفة جنازة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وانصرافهم إلى السعي للحصول على الخلافة ، وقد دفن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولم يحضروه لانشغالهم بهذا الأمر ، ثم إنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء حتى إخبار علي «عليهالسلام» ، وبني هاشم بما يفعلونه ويدبرونه ..
شجاعة أبي بكر :
وبذلك كله يعلم عدم صحة ما يدعيه بعضهم ، من أن موقف أبي بكر هنا أدل دليل على شجاعته وجرأته ، معللا ذلك بقوله : «فإن الشجاعة والجرأة حدّهما ثبوت القلب عند حلول المصائب ، ولا مصيبة أعظم من موت النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فظهرت عنده شجاعته وعلمه ، وقال الناس : لم يمت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، منهم : عمر ، وخرس
__________________
(١) راجع : كنز العمال ج ٧ ص ١٥٩ و (ط مؤسسة الرسالة) ج ٧ ص ٢٣٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣١٢ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٨٤.