سادسا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد بكى عثمان بن مظعون ، وكانت الدموع تسيل على وجنتيه ، وله شهيق. وبكى على حمزة ، وجعفر ، وزينب ، وإبراهيم ، ورقية و .. و .. فهل يمكن اعتبار أبي بكر أشجع من النبي «صلىاللهعليهوآله» ، لأن النبي بكى وشهق على الأحباب والأصحاب ، أما أبو بكر فلم يتأثر ، ولم يبك حتى لموت رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
الشيخان إلى السقيفة :
وقد ذكر العلامة المظفر «رحمهالله» : أنه بعد أن اجتمع الرجلان : أبو بكر وعمر ، وانتهت مهزلة إنكار موت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، لم يطل مقامهما «حتى جاء اثنان من الأوس مسرعين إلى دار النبي ، وهما : معن بن عدي وعويم بن ساعدة ، وكان بينهما وبين سعد الخزرجي المرشح للخلافة موجدة قديمة ، فأخذ معن بيد عمر بن الخطاب ، ولكن عمر مشغول بأعظم أمر ، فلم يشأ أن يصغي إليه ، لو لا أن يبدو على معن الإهتمام ، إذ يقول له : «لا بد من قيام» ، فأسرّ إليه باجتماع الأنصار ففزع أشد الفزع ، وهو الآخر يصنع بأبي بكر ما صنع معن معه ، فيسر إلى أبي بكر بالأمر ، وهو يفزع أيضا أشد الفزع. فذهبا يتقاودان مسرعين إلى حيث مجتمع الأنصار ، وتبعهما أبو عبيدة بن الجراح ، فتماشوا إلى الأنصار ثلاثتهم.
أما علي ومن في الدار ، وفي غير الدار من بني هاشم ، وباقي المهاجرين والمسلمين ، فلم يعلموا بكل الذي حدث ، ولا بما عزم عليه أبو بكر وعمر.
ألم تكن هذه الفتنة التي فزع لها أشد أبو بكر وعمر أشد الفزع ـ على حد تعبيرهم ـ تعم جميع المسلمين بخيرها وشرها ، وأخص ما تخص عليا