يخالفنا أحد إلا قتلناه».
فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، حتى كادت الحرب تقع ، وأوعد بعضهم بعضا ، وبايع أبا بكر عمر وأبو عبيدة ، وبشير بن سعد ، وأسيد بن حضير .. ولعل عويم بن ساعدة ، ومعن بن عدي ، اللذين جاءا بأبي بكر وعمر إلى السقيفة قد بايعا أيضا.
ولم يسمّ أحد لنا غير هؤلاء ، سوى خالد بن الوليد ، وسالم مولى أبي حذيفة ، مع الشك في حضورهما في السقيفة ، فلعلهما لحقا بعض ما جرى.
وإذا كان الإختلاف قد نما حتى كادت الحرب أن تقع ، ومع توعد بعضهم بعضا ، ومع هذا التهديد والوعيد من عمر كيف يقال : إن البيعة لأبي بكر كانت عن رضى ، وإجماع؟!!
ويبدو أن أبا بكر وحزبه الذين ذكرنا أسماءهم ، تركوا الأنصار في سقيفتهم يتلاومون ، ويتجادلون ، ويتهم بعضهم بعضا ، وخرجوا إلى المسجد ، ليفاجئوا عليا «عليهالسلام» بالأمر الواقع ، وليتدبروا الأمر قبل أن يصل الخبر إلى مسامع علي «عليهالسلام» وبني هاشم ، فيقع ما لم يكن بالحسبان ..
رواية مكذوبة :
وبعد .. فقد روي عن حميد بن عبد الرحمن : أن أبا بكر قال لسعد بن عبادة : لقد علمت يا سعد أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قال وأنت قاعد : «قريش ولاة هذا الأمر ، فبر الناس تبع لبرهم ، وفاجرهم تبع لفاجرهم».