وهذا لا ربط له بأمر الولاية ، بل هو يقرر : أن قريشا محط أنظار الناس ، وأنهم يقتدون بها ، ويقلدونها فيما تقول وتفعل .. فما على قريش إلا أن تلتزم جادة الحق والصواب ، وتكف عن السير في طريق الغي والإنحراف ..
حضور علي عليهالسلام في السقيفة :
وعلي أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، وإن لم يحضر اجتماع السقيفة ، بل هم قد عقدوا اجتماعهم من دون أن يعلموه ، خوفا من أية كلمة يقولها ، أو موقف يتخذه ..
ولكنه كان حاضرا بشخصيته المعنوية ، وبهيبته الإلهية ، ولم يغب عن ذهن الفرقاء في ذلك الإجتماع ، فكانوا بين مؤمل به ، وخائف وجل من عاقبة إقصائه عن أمر هو له .. وقد تمثل حضوره «عليهالسلام» هذا في اتجاهين :
أحدهما : يسعى إلى إقصائه عن دائرة الإحتمال ، ولو بإطلاق الشائعات والنقل الكاذب عنه ، فقالوا للناس : إن عليا «عليهالسلام» قد عزف عن طلب هذا الأمر ، فلا معنى للتفكير فيه ، ولا موجب لتعلّق الآمال به ..
الثاني : إن هذه الشائعات لم تفلح في اقتلاعه من نفوس الناس ، بل بقوا يفكرون فيه ، ويعتبرونه الملاذ ، والمنقذ ، والأمل التي تسكن إليه نفوسهم.
وقد أشار إلى الإتجاه الأول ، ما ورد من أنه بعد أن اتجهت الأمور نحو ترجيح كفة أبي بكر ، قال بعض الأنصار : «إن فيكم لرجلا لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد». يعني عليا «عليهالسلام» (١).
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٢٠ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٢٣ وعن والموفقيات للزبير بن بكار ص ٥٧٩.