السلام» ، بما تضمنه من إفساح في المجال لتضييع حقه.
لكنهم كانوا على يقين من أن هذا الظلم لا يدفع عليا «عليهالسلام» إلى التخلي عن واجبه الديني والأخلاقي تجاههم ، أو إلى معاملتهم بالمثل ، بل هو الإنسان الصفوح العدل ، الحكيم الحليم ، الذي لا يحيد عن الحق قيد شعرة .. أما منافسوه ، ومناوؤوه ، فكانوا يثيرون الخوف في نفوسهم ، ويتوقعون منهم كل بلية ورزية ..
لكن هيهات ، فقد فات الأوان ، وضاعت الفرصة ، وقديما قيل : «في الصيف ضيعت اللبن».
الإفتئات على أمير المؤمنين عليهالسلام :
وروى ابن عقبة ـ بأسناد جيد ـ عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف : أن رجالا من المهاجرين غضبوا في بيعة أبي بكر ، منهم علي والزبير ، فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ومعهما السلاح ، فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المهاجرين والأنصار ، فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن وقش الأشهليان ، وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي ، فكلموهما حتى أخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره.
ثم قام أبو بكر فخطب الناس ، واعتذر إليهم ، وقال : والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما قط ولا ليلة ، ولا سألتها الله تعالى قط سرا ولا علانية. ولكني أشفقت من الفتنة وما لي في الإمارة من راحة ، ولكني قلدت أمرا عظيما ما لي به طاقة ، ولا يدان إلا بتقوية الله تعالى ، ولوددت أن