من أهل البصرة (١).
فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء الخمسة قد بايعوا أبا بكر ، ثم خرجوا به ، وتركوا الأنصار في خصام وتنازع حتى جاءتهم بنو أسلم ومن معها وأجبروهم على البيعة.
لو لا الأنصار :
والحقيقة هي : أن هذا التكفير وهذه المبادرة من قبل الأنصار ـ أعني الخزرج منهم ، وسعد بن عبادة بالذات ـ هو الخطيئة الكبرى ، والخطأ القاتل الذي أسهم في تمكين الفريق الآخر من تحقيق ما كان يصبو إليه ، وهيأ له الفرصة ، وأعطاه المبرر العملي للمبادرة إلى الإمساك بالسلطة بصورة فعلية ، في اللحظة الحرجة ، حيث كان علي «عليهالسلام» وبنو هاشم مشغولين بتجهيز رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. وكان سائر الناس في غفلة عما يراد بهم ، وفي شغل عن تفاصيل ما يحاك ، ويدبر في الخفاء ، ليستعلنوا به بعد نضوجه ، وفي الوقت المناسب.
ولو أن الأنصار تركوا سقيفتهم ، وعملوا بواجبهم الديني ، وانتصروا
__________________
(١) الأحكام السلطانية ج ٢ ص ٦ و ٧. وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ٤٩ وتفسير الآلوسي ج ٢٨ ص ٢٤ والجمل للمفيد ص ٩٢ وكشف الغمة ج ٣ ص ٦٩ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار لوالد البهائي العاملي ص ٧٤ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٤٧٢ والإرشاد للمفيد ج ٢ ص ٢٥٩ ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني ص ٣٧٥ ومستدرك الوسائل ج ١٣ ص ١٤١ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٣٩٦ وروضة الواعظين ص ٢٢٥.