للحق ، وأصروا على الإلتزام بتوجيهات رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وكانوا إلى جانب علي «عليهالسلام» وبني هاشم ، وسائر أهل الإيمان لم يمكن لمناوئي علي «عليهالسلام» أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه بهذه السهولة ..
ولكن حب بعض الأنصار للرياسة ، وانقياد الآخرين له بلا روية ، ووقوعهم تحت وطأة الوساوس والأوهام ، وضعف شخصيتهم ، وفيال رأيهم ، وسوء تدبيرهم قد أوقع الإسلام وأهله في مأزق ، لم يكن وقوعه فيه حتميا ولا ضروريا ..
نقاط ضعف في موقف الخزرج :
وقد كان الأنصار فريقين هما : الأوس والخزرج ، وكانت بينهما حروب قبل أن يدخلوا في الإسلام ، ولا زال بينهما تنافس وتحاسد ، يخفى تارة ، ويظهر أخرى ، كما أن هذا التحاسد والتنافس كان قائما بين شخصيات الخزرج أنفسهم ، وكذلك الحال بالنسبة لشخصيات الأوس أيضا ، وكان أول ضعف واجهه سعد فيما أقدم عليه هو موقف الأوس أنفسهم منه ، فإنهم بادروا إلى بيعة أبي بكر ، كرها وحسدا له ، «فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم» (١).
ولو أن البيعة تمت لسعد بن عبادة قبل أن يداهمهم أبو بكر ومن معه ، لأصبح الأمر أكثر صعوبة على أبي بكر وسائر المهاجرين ، ولكن تباطؤ الخزرج في الإستجابة لسعد حتى دهمهم هؤلاء النفر قد أدخل عنصرا
__________________
(١) راجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٨ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٣١.