أولا : إنه يريد أن يوهم أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم ينص على أحد حتى على علي «عليهالسلام» ، مع أنه كان قد بايعه هو وعشرات الألوف من المسلمين في يوم الغدير ، وقال له : بخ بخ لك يا علي ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
بالإضافة إلى عشرات أو مئات النصوص على إمامته «عليهالسلام» ، وفضلا عن نزول الآيات القرآنية في ذلك ، كقوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١).
ثانيا : إن كلامه عن بيت فاطمة «عليهاالسلام» فيه إيحاء بأنهم كانوا محاربين ، وهو إنما أراد بمهاجمته لهم وأد الفتنة. مع أن مهاجمته لهم قد حصلت فور فراغهم من دفن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولم يكونوا قد جمعوا الرجال ، ولا أعدوا السلاح بعد ، بل إن أنصار الخلافة أنفسهم كانوا هم المهاجمين ، والضاربين ، والمشعلين للنيران ، ليحرقوا بها بيوت الأنبياء والأوصياء ، وأبناء الأنبياء «عليهمالسلام» على من فيها. وفيها وصي الأوصياء ، وخير النساء ..
ثالثا : إنه حتى وهو يظهر هذا الندم قد بقي مصرا على إبعاد الأمر عن صاحبه الشرعي ، وعلى مخالفة أمر الله تعالى ورسوله «صلىاللهعليهوآله» فيه.
رابعا : إنه قد أبقى لنفسه شراكة مهمة ، وهي أن يصبح وزيرا لأبي عبيدة ، ولعمر ، وشريكا لهما في الأمر ..
__________________
(١) الآية ٥٥ من سورة المائدة.