وبلا فصل ولا مهلة. فذلك يعني أن الله سبحانه قد منحه هداية لم يسبقها ضلال ، ولو للحظة واحدة.
ويكون هذا الترتيب البياني بين الضلال والهدى ، لا يستبطن التدرج في الوجود الخارجي ، بمعنى أن يتجسد ضلال ، ثم تأتي الهداية فتزيله ..
بل هو ترتيب قد جاء في دائرة تمكين الناس من إدراك معنى الهدايات ، والنعم ، والتفضلات الإلهية على النبي الأقدس «صلىاللهعليهوآله» ..
أي أنه ترتيب نشأ عن السعي الذهني إلى التجزئة بين المدركات ، وتلمّس الحدود القائمة فيما بينها ، بالإستناد إلى التحليل العقلي ، بهدف تيسير إدراك الحقائق بصورة أعمق وأتم.
من نتائج ما تقدم :
وهكذا .. فإنه بإمكاننا بعد هذا البيان أن نقول :
إن هذه الآية المباركة هي أحد الأدلة الظاهرة على أن الله سبحانه منذ خلق نبينا الأعظم «صلىاللهعليهوآله» كان قد أعطاه جميع الهدايات التي يحتاجها ، والتي توصله إلى الغايات الإلهية .. ولا بد أن يكون من بينها هداية الإلهام والوحي والتشريع وغيرها. وذلك هو ما يفرضه إطلاق قوله تعالى : (فَهَدى).
بل ربما يحاول البعض استفادة ذلك أيضا من قوله تعالى ، خطابا للمشركين (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ، وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ، إِنْ هُوَ إِلَّا