٣ ـ لما ذا ولد علي عليهالسلام في الكعبة؟! :
وهناك سؤال يقول :
كيف نستطيع أن نفسر اختصاص أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، بكرامة الولادة في الكعبة ، دون رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
ونقول في جوابه ما يلي :
إننا قبل كل شيء ، نحب التذكير بأن بين النبوة والإمامة ، والنبي والإمام ، فرقا ، فيما يرتبط بترتيب الأحكام الظاهرية على من يؤمن بذلك وينكر ، ومن يتيقن ويشك ، ومن يحب ويبغض ..
فأما بالنسبة للنبوة والنبي «صلىاللهعليهوآله» ، فإن أدنى شك أو شبهة بها ، وكذلك أدنى ريب في الرسول «صلىاللهعليهوآله» يوجب الكفر والخروج من الدين ، كما أن بغض الرسول «صلىاللهعليهوآله» بأي مرتبة كان ، يخرج الإنسان من الإسلام واقعا ، وتلحقه وتترتب عليه أحكام الكفر ، في مرحلة الظاهر أيضا ، فيحكم عليه بالنجاسة ، وبأنه لا يرث من المسلم ، وبغير ذلك ..
وأما الإمامة والإمام «عليهالسلام» ، فإن الحكمة ، والرحمة الإلهية ، وحب الله تعالى للناس ، ورفقه بهم ، قد اقتضى : أن لا تترتب الأحكام الظاهرية على من أنكر الإمامة ، أو شك فيها ، أو في الإمام «عليهالسلام» ، أو قصر في حبه .. ولكن بشرطين ..
أحدهما : أن يكون ذلك الإنكار ، أو الشك ، أو التقصير ناشئا عن شبهة ، إذ مع اليقين بثبوت النص أو في دلالته ، يكون المنكر أو الشاك مكذبا لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، رادا على الله سبحانه ، ومن كان كذلك