وهذا الذي قلناه ، لا ينسحب ولا يشمل إظهار المعجزات والآيات الدالة على الرسولية ، وعلى النبوة ، فإنها آيات يستطيع العقل أن يتخذ منها وسائل وأدوات ترشده إلى الحق ، وتوصله إليه .. وتضع يده عليه .. وليست هي فوق العقل ، ولا هي من موجبات تعطيله ، أو اضعافه.
٤ ـ أهل الكتاب ليس عندهم علم الكتاب :
وثمة سؤال يورده البعض ، مفاده : أنه لا يصح أن يكون المراد بمن عنده علم الكتاب في قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (١) عليا «عليهالسلام» ، لأن عليا «عليهالسلام» ، قد آمن بالنبي «صلىاللهعليهوآله» وهو بالتالي طرف في النزاع بين النبي «صلىاللهعليهوآله» والمشركين.
فلا يعقل أن يحيل النبي «صلىاللهعليهوآله» المشركين إلى علي «عليهالسلام» وأن يستشهد به على صدق نبوة نفسه «صلىاللهعليهوآله» ، لأنهم لن يقبلوا شهادته.
فكيف يأمره الله تعالى بأن يجعله «صلىاللهعليهوآله» شهيدا بينه وبين أهل الكتاب؟! والحال أن رفعهم لشهادته أمر بديهي ، وقد كان النبي «صلىاللهعليهوآله» يعلم ذلك أيضا؟
أليس ذلك من قبيل الإحالة على محال؟
ومع صحة هذا الإشكال العقلي ، تسقط كل الروايات التي تفسر من
__________________
(١) الآية ٤٣ من سورة الرعد.