غسّل ثلاثا بالسدر :
وقد ذكرت الرواية آنفا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» غسّل ثلاثا بالسدر.
ومن الواضح : أن الميت يغسل بالماء القراح مرة ، وبالكافور مرة ، وبالسدر مرة ، فلما ذا اقتصر هؤلاء على ذكر السدر؟
ولا مجال للاعتذار عن ذلك بأن الكافور ربما لم يكن متوفرا ، فإن جبرئيل الذي جاء بالحنوط للنبي «صلىاللهعليهوآله» ، سوف يكرمه بإحضار الكافور أيضا ، لو صح أنه كان مفقودا.
وسو سلم أن الكافور كان مفقودا فلما ذا أهمل الراوي ذكر الغسل بالماء القراح أيضا. فإن الماء كان متوفرا بلا شك ، وقد أرشدهم النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وحدده لهم في بئر غرس.
علي عليهالسلام يمسح عين النبي صلىاللهعليهوآله بلسانه :
وذكروا : أن عليا «عليهالسلام» لما غسل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وفرغ من غسله نظر في عينيه ، فرأى فيهما شيئا ، فانكب عليه ، فأدخل لسانه ، فمسح ما كان فيهما ، فقال : بأبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليك ، طبت حيا ، وطبت ميتا. قاله العالم «عليهالسلام» (١).
وهذا هو الإيمان الخالص الذي يقدم للناس الأسوة والقدوة في التبرك
__________________
(١) البحار ج ٢٢ ص ٥١٧ وج ٧٨ ص ٣١٨ وفقه الرضا ص ٢٠ و ٢١ و (تحقيق مؤسسة آل البيت) ص ١٨٣ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ١٥٥.