الزهراء عليهاالسلام تخاطب أنسا :
وتزعم بعض الروايات : أن السيدة فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» خاطبت أنسا بن مالك بعبارات مؤثرة ، لتعبر له عن عميق حزنها على أبيها ، فقد رووا عن أنس قال : لما دفن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قالت فاطمة «عليهاالسلام» : يا أنس ، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» التراب؟! (١).
ونقول :
١ ـ إن كلام الزهراء «عليهاالسلام» مع أنس مشكوك في صحته ، فأنس أجنبي عن الزهراء «عليهاالسلام» ، ولم تكن الزهراء لتكلم رجلا أجنبيا إلا لضرورة ، وليس هذا من مواردها.
وإذا كان وجود الأجنبي الأعمى مع النساء مرفوضا عندها ، لأنه يشم الريح ، فما بالك بشاب في مقتبل العمر ، وهو بكامل قواه ، وفي أوج فتوته؟! مع ما عرفناه عن أنس من عدم التزامه خط الإستقامة في تعامله ، وحديث
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٧ عن البخاري ، وابن سعد ، والمجموع للنووي ج ٥ ص ٣٠٨ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٦١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٤١٠ وعمدة القاري ج ١٨ ص ٧٤ وفيض القدير ج ٥ ص ٤٧١ ورياض الصالحين للنووي ص ٧٥ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٥٩٢ ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ٤٠٣ ومسند ابن راهويه ج ٥ ص ١٤ والمستدرك للحاكم ج ١ ص ٣٨٢ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٥ ص ١٤٤ ومسند أحمد ج ٣ ص ٢٠٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣١١ وتاريخ بغداد ج ٦ ص ٢٥٩ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٤٣.