المؤمنون يوم العطش ريّا (١) ، ويحوزون (٢) بها في جنّة المأوى حليّا (٣) وعيشا رضيّا (٤)،
أما بعد فإن الله تعالى بعث رسوله محمّدا على فترة (٥) من الرّسل وحين شتات (٦) من السّبل ، والنّاس كانوا حيارى في فلوات حبّ الشّهوات ، سكارى من نشوات (٧) الجهل والهفوات ، يعبدون الأوثان والأصنام (٨) ويعكفون على
__________________
من كنت مولاه فعلى مولاه ، أخذ بضبعه ورفعه حتى ظهر بياض إبطيهما ، فيكون معنى الكلام قائلا : من كنت مولاه فمولاه هذا حال كونه رفيعا عاليا بيدي من وجه الأرض ، ولفظ على مرفوعا في اصل الحديث يحتمل ذلك ايضا فتأمل منه «قده».
(١٠ مكرر) ارتكب جعل عليا حالا بالتأويل اى بتأويل المسمى به رعاية للسجع فافهم منه «قده».
(١) روى من الماء واللبن كرضى ورياه. منه «قده».
(٢) من الحيازة بمعنى الجمع. منه «قده».
(٣) إشارة الى ما
رواه عدة من مشاهير القوم ، كالثعلبى والواحدي والزمخشرىّ في تفاسيرهم من قوله صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع : ألا من مات على حب آل محمد دخل الجنة وعليه حلة.
(٤) إشارة الى قوله تعالى : (فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) الحاقة. الآية ٢١
(٥) الفترة : الانكسار والضعف ، وقد فتر الحر وغيره يفتر فتورا ، وفترة ، والفترة الزمان بين الرسولين.
(٦) الشتات : التفرق.
(٧) رجل نشوان : سكران بين النشوة. منه «قده».
(٨) اكثر هذه الجمل مقتبسه من كلمات درة صدف الرسالة ومشكاة الوحى والسفارة ، سيدتنا ومولاتنا الزهراء البتول ، في خطبتها الغراء التي ألقتها بمسجد المدينة ، وقد خاطبت بها المهاجرين والأنصار من أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله ، وتصدى لشرحها فطاحل العلم والأدب ، وأظهر كل شارح عجزه عن أداء حقها في الختام.