الفصل الأوّل
في المخصّص المتصل والمنفصل
إنّ تخصيص العام يتصوّر على وجهين :
الأوّل : أن يقترن المخصص بنفس العام في مقام الإلقاء كقولك : أكرم «العلماء العدول» فيسمّى مخصِّصاً متصلاً لاتّصاله بالعام في الكلام ويكون قرينة على عدم إرادة العموم.
الثاني : أن لا يقترن المخصص بالعام في نفس الكلام بل يأتي قبل العام أو بعد ورود العام فتكون قرينة على انّ المتكلّم أراد ما عدا الخاصّ ، وكلّ من المخصصَين حجّة وقرينة على المراد إلّا أنّه إذا كان المخصّص متصلاً لا ينعقد للعام ظهور في العموم ، بل ينعقد الظهور من بدء الأمر في الخصوص وأمّا إذا كان منفصلاً فبما انّه غير مقترن بالعام ، ينعقد للعام ظهور في العموم وإذا وقف المخاطب على المخصص المنفصل وكان ظهوره أقوى من ظهور العام فهو لا يزاحم ظهور العام في عمومه لانعقاد الظهور له في العموم قبل العثور على المخصّص وإنّما يزاحم حجّيته في العموم ، فإذا قال : أكرم العلماء ثمّ ورد بعد شهر وقبل وقت العمل لا تكرم فسّاق العلماء ، فالكلام الثاني لا يزاحم ظهور الكلام الأوّل في العموم بعد انعقاده فيه.
نعم العثور على المخصص وكونه أقوى من العام يكون قرينة على