أ. إذا قال : كلّ ماء طاهر إلّا ما تغيّر طعمُه أو لونُه أو رائحته ، فإنّ المخصِّص مردّد بين كون المراد خصوص التغيّر الحسي ، أو ما يعمّه والتغيّر التقديريّ ، كما إذا مزج الماء الذي وقعت فيه النجاسة ، بالطيب على فرض لولاه لظهر التغيّر بإحدى صوره الثلاث ، فالمخصص (إلّا ما تغير) مردّد بين الأقل وهو التغير الحسّي ، والأكثر وهو شموله له وللتقديري.
ب. إذا قال : أكرم العلماء إلّا الفسّاق وتردّد مفهوم الفاسق بين كونه خصوص مرتكب الكبيرة ، أو الأعم منه ومن مرتكب الصغيرة ، فهو مردّد بين الأقل وهو مرتكب الكبيرة ، والأكثر وهو مرتكب الكبيرة والصغيرة.
وأمّا المخصص المردّد مفهومه بين المتباينين.
فكما إذا قال المولى : أكرم العالم إلّا سعداً ، وتردّد بين سعد بن زيد وسعد ابن بكر ، فالإجمال في المفهوم صار سبباً لتردّد المخصّص بين المتباينين.
إذا وقفت على إجمال المفهوم بقسميه ، فاعلم أنّ الصور المتصوّرة في المقام أربع. لأنّ المخصّص المجمل إمّا متصل أو منفصل وإجمال كلّ ، إمّا لدورانه بين الأقل والأكثر ، أو بين المتباينين ، وإليك أحكام الصور الأربع :
الصورة الأُولى : المخصص المتّصل الدائر مفهومه بين الأقل والأكثر
إذا كان العام مقروناً من أوّل الأمر بمخصص مجمل مفهوماً مردّد أمره بين الأقل والأكثر كما عرفت في المثالين ، فلا شكّ في أمرين :
١. انّ الخاص حجّة في الأقل أعني : التغيّر الحسّي ومرتكب الكبيرة وليس العام حجّة فيهما بلا كلام.
٢. انّ الخاص ليس حجّة في المصداق المشكوك ، أي التغير التقديري ومرتكب الصغيرة.