٢. الإجمال في متعلّق الحكم المحذوف كما في كلّ مورد تعلّق الحكم بالأعيان كقوله سبحانه : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) (١) فهل المتعلّق هو الأكل ، أو البيع ، أو جميع التصرفات؟
ومنه يعلم وجود الإجمال في قوله سبحانه : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ). (٢)
فهل المحرم أكلها ، أو بيعها ، أو الانتفاع منها بكل طريق؟
٣. تردّد الكلام بين الادّعاء والحقيقة كما في قوله : «لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب» فهل المراد نفي الصلاة بتاتاً ، أو نفي صحّتها ، أو كمالها تنزيلاً للموجود بمنزلة المعدوم؟
ومنه يظهر وجود الإجمال في مثل قوله : «لا صلاة إلّا بطهور» أو «لا بيع إلّا في ملك».
ويمكن أن يكون بعض ما ذكرنا مجملاً عند فقيه ومبيّناً عند فقيه آخر ، وبذلك يظهر أنّ المجمل والمبين من الأوصاف الإضافية.
تتميم
إذا وقفت على معنى المجمل والمبين ، فلنذكر سائر العنوانات :
النص : وهو ما لا يحتمل سوى معنى واحد ، فلو حاول المتكلّم حمله على غير ذلك المعنى لا يقبل منه ويعد متهافتاً متناقضاً ، مثل قوله سبحانه : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) (٣) ، فإنّ دلالة الآية على كون
__________________
(١) المائدة : ١.
(٢) المائدة : ٣.
(٣) النساء : ١١.