وكفى به فخراً انّ الشيخ مرتضى الأنصاري ذلك النجم اللامع في سماء الأُصول ، ممّن استسقى من فيّاض علمه ، وقد بقيت من آثاره العلمية رسالة «جواز أمر الأمر مع العلم بانتفاء الشرط».
٢٥. محمد حسين بن عبد الرحيم الاصفهاني (المتوفّى ١٢٦١ ه)
الفقيه الأُصولي الشهير ، أخذ عن أخيه الشيخ محمد تقي صاحب هداية المسترشدين ، وعن الشيخ علي بن الشيخ جعفر ، قطن كربلاء فرحل إليه الطلاب.
له مؤلفات في الأُصول ، منها : «الفصول» وهو من كتب القراءة في هذا الفن ، أورد فيه مطالب القوانين وحلّها واعترض عليها ، وهو مشهور. (١)
الدور الثالث : (دور التكامل)
بلغ فيه علم الأُصول الذروةَ في التحقيق والتعميق والبحث وتطرّقت إليه مسائل جديدة لم تكن مألوفة فيما سبق ، ويُعتبر الشيخ مرتضى الأنصاري هو البطل المِقْدام في هذا الحقل حيث استطاع بعقليّته الفذّة أن يشيّد أركاناً جديدة لعلم الأُصول بلغ بها قمةَ التطور والتكامل.
وأنت إذا قارنت المؤلفات الأُصولية في هذه البرهة مع ما ألّف في المرحلة الأُولى وحتى مستهلّ المرحلة الثانية تجد بينهما بوناً شاسعاً يُتراءى في بادئ النظر كعلمين ، وما هذا إلّا بفضل التطور والتكامل الذي طرأ على بِنْية الأُصول بيد هذا العبقري الفذّ ولم يزل ينبوعه فيّاضاً إلى يومنا هذا.
__________________
(١) أعيان الشيعة : ٢٣٣ / ٩.