الموضوع ، والخصائص والآثار المترتبة على ذلك الشيء هي العوارض وإليك بعض الأمثلة :
١. انّ موضوع علم الطب هو البدن ، والخصائص والآثار المطلوبة منه هي عوارضه من الصحة والمرض.
٢. انّ موضوع علم النحو هو الكلمة والكلام ، والآثار المترتبة عليه من الرفع والنصب والجر هي العوارض المترتبة عليها.
٣. انّ موضوع العلم الطبيعي هو الجسم والآثار المترتبة عليه ، أعني : الحركة والسكون ، والحرارة والبرودة وغيرهما هي العوارض الطارئة عليه. إلى غير ذلك من العلوم.
وعلى ضوء ذلك فعلم الأُصول كسائر العلوم له موضوع ، وموضوعه هو الحجّة في الفقه ، ويمكن استكشاف ذلك (كون موضوعه هو الحجّة في الفقه) من امعان النظر في الغرض المطلوب من ذلك العلم ، فانّ الغاية القصوى للفقيه هو معرفة الحجج الشرعية أو العقلية سواء أكانت حجّة شرعية للحكم الشرعي أم حجّة للوظيفة العملية كما في مورد الأُصول فيصبح موضوع ذلك العلم هو الحجّة في الفقه.
وأمّا عوارضه أي الخصائص والآثار المترتبة عليه فهي عبارة عن البحث عن تفاصيلها وحدودها وخصوصياتها ، حيث إنّ الفقيه يعلم بوجود حجّة بينه وبين ربّه لكن لا يعلم بخصوصياتها على وجه التفصيل فيبحث عن تشخّص «الحجّة في الفقه» بخبر الواحد أو بالشهرة أو بالإجماع أو بالسيرة أو بالأُصول العملية ، فتعيناتها وخصوصياتها هي عوارضها ، والبحث فيها يتكفله علم الأُصول.
وبالجملة العلم بالحجّة الإجمالية بيننا وبين ربّنا لا يُسمن ولا يغني من جوع