الخارجية على أقسام ، كانت المفاهيم المتّخذة منها على غرارها ، ذاتَ أقسام.
إنّ الإنسان إذا أجال نظره في صحيفة الوجود يجد انّ ثمّة أقساماً من الحقائق :
الأوّل : ما هو مستقل ذاتاً وماهية ، كما هو مستقل خارجاً ووجوداً ، كالجواهر كلّها. وهذا ما يعبر عنه ب «ما وجوده في نفسه لنفسه» ويشير قولهم : «في نفسه» إلى كونها ذات مفاهيم مستقلة ، كما يشير قولهم : «لنفسه» إلى كونها غير ناعتة على خلاف الأعراض المتأصّلة.
الثاني : ما هو مستقل ذاتاً وماهية ، غير مستقل خارجاً ووجوداً وهذا كالأعراض مثل البياض والسواد ، فانّ لكلّ مفهوماً مستقلاً ، فيعرّف الأوّل بأنّه نور مفرّق لنور البصر ، والثاني بأنّه نور قابض لنور البصر لكنّه غير مستقل في عالم الوجود حيث لا يوجد إلّا في الموضوع.
الثالث : ما هو غير مستقل ذاتاً ووجوداً ، فهو اندكاكيّ المعنى كما هو اندكاكيّ الوجود ، فمفهومه فان في غيره كما أنّ وجوده في الخارج كذلك. وهذا ما يسمّى ب «الوجود الرابط» و «المعنى الحرفي» فهو لا يتصوّر إلّا تبعاً للمعنى الاسمي ، كما لا يتحقّق إلّا مندكاً في الغير ، وهذا نظير قولنا : زيد في الدار ، فكلّ من «زيد» و «الدار» من المعاني الاسمية أمّا كونه فيها من المعاني الحرفية ، إذ لا يتصوّر الكون إلّا مضافاً إلى زيد والدار ، كما لا يتحقّق إلّا بهما ، فالكون قائم بهما تصوّراً وخارجاً ، ولو أردنا إضفاء الاستقلالية لهذا المعنى الحرفي لزم انسلاخه عن حقيقته ، فالمعنى الحرفي من أضعف مراتب الوجود.
وبما انّ وضع لفظ لمعنى يتوقف على تصوّره ، والمعاني الحرفية لا يمكن تصوّرها وإلّا لا نسلخ عن المعنى الحرفي وانقلب إلى المعنى الاسمي ، فيُحتال في مقام الوضع ، بملاحظة المعاني الاسمية كالابتداء والانتهاء ويوضع اللّفظ لا