الأمر السابع
في الحقيقة الشرعية
إنّ ألفاظ الصلاة والصوم والزكاة والحجّ كانت حقائق لغوية في الدعاء والإمساك والنمو والقصد ، غير انّ المتبادر منها في عصر الصادقين (عليهماالسلام) بل قبله أيضاً هو المعاني الخاصة ، فيقع الكلام في كيفية كونها حقائق في هذه المعاني الثانية ، فهناك أقوال أربعة :
القول الأوّل : ذهب أبو بكر الباقلاني (المتوفّى ٤٠٣ ه) من أكابر الأشاعرة إلى نفي موضوع البحث ، وهو انّ هذه الألفاظ باقية في معانيها اللغويّة وقد استعملت فيها وطُبِّقت على مصاديق ، كشف عنها الشارع ، فالصلاة بالهيئة المخصوصة من مصاديق الدعاء ، والصوم بالنحو المعين من مصاديق الإمساك وأمّا سائر الخصوصيات فقد علمت من دوال أُخر ، فهذه النظرية لا تعدّ في الحقيقة قولاً في المسألة لأنّها نافية للموضوع من أساسه.
مضافاً إلى أنّ ادّعاء بقاء الألفاظ في نفس المعاني وانّ المصاديق الفعلية من جزئياتها ، من السخافة بمكان ، إذ أين الدعاء من الصلاة؟ واشتمالها على الدعاء لا يجعلها من مصاديق الدعاء. ومثلها سائر الألفاظ.
القول الثاني : إنّما نقلت في لسان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من معانيها اللغوية إلى المعاني