على الصعيد وشكّ في معناه وأنّه هل هو خصوص التراب ، أو مطلق وجه الأرض من الحجر والجص والنورة وغيرها؟ ففي مثله لا يمكن التمسّك بالإطلاق لدفع احتمال مدخلية التراب ، ولا يصحّ لنا القول بأنّه لو كان التراب دخيلاً في صحّة التيمم كان على الشارع بيانه لاحتمال انّ الشارع قد بيّن مدخلية التراب في موضوع حكمه باستخدامه لفظ الصعيد.
ويتّضح على ضوء هذين المثالين : انّه لو شكّ في اعتبار السورة في صدق الصلاة ، فعلى القول بالصحيح وأنّها موضوعة للماهية الجامعة للأجزاء والشرائط ، يكون المورد من قبيل المثال الثاني ، حيث يشكّ المصلي في أنّ ما أتى به هل هو صلاة أو ليس بصلاة؟ لانّها موضوعة للصحيحة والشكّ في الصحّة يلازم الشكّ في صدق الموضوع.
وأمّا على القول الآخر أي وضعها للأعم من الصحيح فيكون من قبيل المثال الأوّل ، لأنّ الموضوع (الصلاة) محرز بحكم كونها موضوعة للأعمّ ، سواء أكانت السورة دخيلة في الفريضة أم لا ، فإذا لم يدلّ على وجوبها دليل يُتمسك بالإطلاق وينفى وجوبه.
فصارت الثمرة عدم جواز التمسّك بالإطلاق عند الشكّ في جزئية شيء أو شرطيته للعبادة على القول بالصحيح وجوازه على القول بالأعم.
نقد الثمرة في العبادات
لكن يمكن أن يقال بصحّة التمسّك على القول بوضعها للصحيح وذلك انّ لفظة الصلاة موضوعة لنفس الهيئة اللابشرط الموجودة في الفرائض والنوافل قصرها وتمامها ، وفي ما وجب على الصحيح أو المريض بأقسامها فيكفي في صدقها ، وجودُ هيئة الصلاتيّة بإحدى مراتبها إلّا بعض المراتب التي لا تكون