الفصل الثاني
دلالة الجملة الخبرية على الوجوب
ربما تستعمل الجملة الخبرية في مقام الطلب والبعث ، يقول سبحانه : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ). (١)
وقال سبحانه : (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ). (٢)
وقال سبحانه : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ). (٣)
ونرى مثل ذلك في الروايات حيث ورد في أبواب الطهارة والصلاة ، قولهم (عليهمالسلام): «يغتسل» ، «يعيد الصلاة» ، «يستقبل القبلة» فالجمل الخبرية في هذه الموارد استعملت لداعي البعث ، وإنّما الكلام في كيفية دلالتها على الوجوب وكونها آكد في الدلالة على الوجوب من الأمر بالصّيغة.
توضيحه : انّ الإخبار عن وجود الشيء في المستقبل بداع البعث يكشف عن شدّة رغبة المولى بالمراد إلى حدّ يراه موجوداً ومحققاً في الخارج حيث يخبر عن وجوده فيكون حاكياً عن الوجوب والإرادة الحتمية.
وأمّا عدم كونها كذباً فانّ ظاهر الكلام وإن كان هو الإخبار ، ولكن جلوس المولى على منصَّة التكليف قرينة على أنّه بصدد البعث واقعاً لا بصدد الإخبار.
__________________
(١) البقرة : ٢٢٨.
(٢) البقرة : ٢٤١.
(٣) البقرة : ٢٣٣.