بأسرها وقال : كل من جميع ثمارها ، وتمتع بجميع ما فيها ، كما كنت تحرم نفسك الشهوات فى دار الدنيا (١).
وقال على بن محمد النيسابورى النزيل بمكة : رأيت أيوب السّرّاج فى النوم ، فقلت : ما فعل الله بك؟ فقال : وقفت بين يدى الله تعالى فقال : يا شيخ السوء ، تحمل العلم إلى هؤلاء السلاطين وتنال من دنياهم؟! فقلت : يا رب ، كانت الدنيا علىّ مكدّرة (٢) ، وكنت مثقلا بالعيال .. فأمر بى إلى النار .. فقلت : يا رب ، ما كان هذا ظنى! قال : وما كان ظنك؟ قلت : حدثنى يحيى ابن سعيد (٣) ، عن شعبة ، عن قتادة (٤) ، عن أنس ، عن نبيّك ، صلّى الله عليه وسلم ، عن جبريل عليه السلام ، عنك ، يا ذا الجلال والإكرام أنك قلت : «أنا عند ظن عبدى بى ، فليظنّ بى ما شاء» (٥). فقال : صدقت عبدى ، صدق يحيى ابن سعيد ، صدق شعبة ، صدق قتادة ، صدق أنس ، صدق نبيّى ، صدق جبريل ، أنا قلت ذلك (٦). فطيّبت ، وألبست سبعين حلّة ، ووضع على رأسى تاج ، ومشى بين يدىّ الولدان المخلّدون إلى الجنة.
__________________
(١) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص» والذي أشرنا إليه فى ص ١٠٣ ـ الهامش رقم (١) من هذا الفصل.
(٢) مكدّرة ، أى : قاسية غير صافية العيش. وفى «م» : «مكورة» تحريف.
(٣) هو يحيى بن أبان بن سعيد الأموى الكوفى ، محدّث ثقة ، روى عن أبيه ، وعن شعبة ، والثورى ، وغيرهم ، وروى عنه ابنه سعيد بن يحيى صاحب المغازى ، وأحمد بن حنبل ، وحميد بن الربيع ، وغيرهم .. سكن بغداد ، وتوفى فى شعبان سنة ١٩٤ ه.
[انظر ترجمته فى تذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٢٥ ، و ٣٢٦ ، وميزان الاعتدال ج ٤ ص ٣٨٠. ، وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٣٢ ـ ١٣٥].
(٤) فى «م» : «ابن قتادة» خطأ ، والصواب ما أثبتناه.
(٥) هكذا فى «ص» .. وفى «م» : «أنا عند ظنّ عبدى [بى] فليظن بى [خيرا] أو قلت : ما شاء». أى : فليظن ما شاء. وما بين المعقوفتين أهمله الناسخ سهوا ولم يذكره ، ووضعته هنا استكمالا للحديث ليفهم المعنى المراد.
(٦) فى «م» : «صدقت ، أنا قلت ذلك».